قبل الزواج:
أسرجْتَ روحك لي ، و طوّفت بي في ممالك العشّاق تيها و فخرا .
أسلسْتُ قياد قلبي لك ، و احتضنْـتُكَ حبًا وحيدا .
قلتَ لي : أنتِ لي وحدي .. فصرتُ لك وحدك.
قلت لي : أنتِ حسبي و نسبي و مالي وجمالي وذات الدين التي ظفرتْ بها يداي .
فصرتُ كلّ ما شئتَ و أكثر .
قلتَ لي : نحن روح واحدة في جسدين .
صدّقتُكَ و صرتُ أرى بعينيك و أسمع بأذنيك و أنطق بحروفك و ألمس بنبضك و أشدو بهمسك .
أقنعَـتْـني بسمتُكَ العذوب ؛ فطردتُ الهواجس و الوساوس و ألغيْـتُ من قاموسي علامات الاستفهام و استبدلتُها بعلامات الإعجاب .
صرتَ فارس الأحلام الوردية الذي أُحسد عليه .
صرتُ أنتَ
قلتَ لي : سأحيا بكِ و لكِ وفيكِ ومنكِ ؛ و سأسخّر كل حروف الجرّ لتقوم بتعدية حبّي إليكِ .
استجاب قلبي لك ؛ فحييتُ بكَ و لكَ و فيكَ و منكَ ؛و عانقتُ حروف جرٍ ساقتكَ إليَّ.
و بعد الزواج :
صرنا روحين في جسدين
روحي تهيم بكَ و روحكَ تهيم بكلّ شيءٍ إلاّي.
حاصرتَني خلف جدران الصقيع ألوكُ وحدتي و حسرتي و كلّ صنوف الألم .
بقيت ُ خلفها لك وحدك ؛ و لكنك لم تبقَ لي .
حذفتَني من عينيك و أذنيك و حروفك و نبضك و همسك .
طارت بسمتُكَ العذوب و حلّت عقدة الحاجبين محلّها ؛ فعادت الوساوس تغزو صمتي و تطبع على شفتيّ ألف علامة استفهام و ألف علامة تعجّب .
صرتَ أنتَ أنت ..... و صرتُ أنا أنا
نسيتَ حروف الجرّ و لم تتذكّر منها سوى حرفين : فحييتَ عليّ و عنّي .
و الآن .. و قد استنزفْـتَني تضعني أمام خيارين : الصبر أو الرحيل .
بِمَـكرك تحاول شدّ وثاقي بمقولة جدّتك الدائرة حول مفتاح الفَرَج .
لن تُفلحَ أبدًا . معك أمسى الصبر مفتاح القبر .
إذًا عد يا عزيزي في المساء ؛ ستجد مالي و حسبي و نسبي في البيت..
و لكنك لن تجدني!!